الرئيسية

نمو شركة إماراتية مغمورة يثير تساؤلات

 

قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، اليوم الاثنين، إن القيمة السوقية لشركة “العالمية القابضة” الإماراتية وصلت إلى 240 مليار دولار في غضون 3 سنوات فقط.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة التي وصفتها بأنها كانت “مغمورة”، بدأت العمل قبل 3 سنوات في مجال إدارة مزارع الأسماك والأغذية والعقارات ولم يكن بها غير 40 موظف.

 

وأضافت الصحيفة أن الشركة حالياً أصبحت مدرجة في بورصة أبوظبي، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 240 مليار دولار أي أكثر من ضعف القيمة السوقية لشركتي “سيمنز” و”جنرال إلكتريك” العملاقتين، ويبلغ عدد موظفيها 150 ألفاً.

 

ووصفت الصحيفة هذا التطور بأنه “تحول استثنائي لم يلاحظه أحد إلى حد كبير خارج الإمارات العربية المتحدة”، وقالت إنه “لا يُفهم كثيراً حتى من قبل المصرفيين المقيمين في المنطقة”.

 

ونقلت “فاينانشيال تايمز” عن مصرفي دولي مقيم في المنطقة أنه “لا أحد يعلم” أسباب هذا النمو الهائل للمجموعة التي تمثل الآن ثلث مؤشر “فاداكس 15″، المؤشر المعياري لسوق أبوظبي للأوراق المالية، حيث أصبحت ثاني أكبر شركة مدرجة في الشرق الأوسط بعد “أرامكو” السعودية.

 

واعتبر الرئيس التنفيذي للشركة، سيد بصر شعيب، في حديث مع الصحيفة، أن ما حدث “أمر مدهش”، لكنه عزاه إلى استحواذ الشركة على أكثر من 40 شركة تبلغ قيمتها 4.7 مليارات دولار.

 

وأشارت الصحيفة إلى تضخم إجمالي أصول الشركة العالمية القابضة من 215 مليون دولار في نهاية عام 2018 إلى 54 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2022.

 

واعتبرت أن الشركة مثال على العلاقة غير الواضحة بشكل متزايد بين المال والسلطة في أبوظبي، عاصمة الدولة وأغنى عضو في الاتحاد الإماراتي، وقالت إن الأمر يثير أيضاً تساؤلات حول الشفافية.

 

وكتبت الصحيفة “يمكن ربط الوقت الذي شهد تحول الشركة بالفترة التي تولى فيها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، أحد أقوى الشخصيات في أبوظبي، منصب رئيس الشركة في عام 2020”.وأضافت “بالإضافة إلى كونه مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات، فهو الأخ الشقيق لرئيسها، الشيخ محمد بن زايد، ويشرف على إمبراطورية تجارية آخذة في الاتساع”.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن حوالي 24% من أسهم الشركة العالمية القابضة مطروحة بحرية للتداول، وإن أكثر من 90% من المستثمرين فيها من دول الخليج.

 

ورفض شعيب الشكوك حول أسباب النمو السريع في أسعار أسهم الشركة، قائلاً إن هناك “قليل من الجهل عند المصرفيين الذين لا ينظرون إلى الأمر بشكل صحيح”.

 

وأضاف “الشركة تستهدف نمو إيرادات المجموعة، من 7.7 مليار دولار في عام 2021 إلى 27 مليار دولار في عام 2023، وذلك إلى حد كبير من خلال عمليات الاستحواذ”.

 

وتستهدف الشركة بحسب شعيب بلوغ تريليون درهم (272 مليار دولار) من العائدات على الأقل، في عمليات الاستحواذ.

 

ومن بين الصفقات التي أبرمتها الشركة في عام 2022 استثمارات بقيمة 2 مليار دولار في 3 شركات مسجلة في مومباي، وتلك الشركات جزء من إمبراطورية رجل الأعمال الهندي غوتام أداني.

 

وقال شعيب إن تركيز الشركة ينصب على التكنولوجيا، الرعاية الصحية، العقارات، الإنشاءات، الأغذية، الصناعات الزراعية، والاستثمار العام. فيما ينصب اهتمامها جغرافياً، على آسيا وأمريكا اللاتينية وهي تبحث عن صفقات في أسواق متنوعة مثل تركيا وإندونيسيا.

 

وعلى الرغم من ذلك لا يزال بعض الخبراء الاقتصاديين بحاجة إلى الإقناع باستراتيجية المجموعة، حسب الصحيفة البريطانية.

 

ونقلت الصحيفة عن مصرفي آخر مقيم في الخليج قوله “لا أفهم هذه الشركة، لأنها شركة ذات قيمة سوقية تبلغ 200 مليار دولار وتقدم إفصاحات (بيانات مالية) أقل من الكيانات الأصغر منها بكثير”.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
google-site-verification: google3b1f217d5975dd49.html