أخبار خاصة

خليل زيادة: هل نحن بحاجة لـ “هالمار شاخت” لبناني ؟!

لفت رجل الأعمال والمُستثمر اللبناني خليل زيادة الأنظار إليه بعد استذكاره لشخصية تاريخية لمعت في الإقتصاد العالمي في الفترة بين الحربين العالميتين وتميزت بحدوث تضخمٍ غير مسبوق في ألمانيا حيث تجاوزت نسبة التضخم 1000% وربّما أكثر بكثير.
زيادة وهو المالك لغالبية أسهم نادي كرة السلة “ابني لبنان/جوبيتر سابقاً” خطف الأضواء خلال لقاء صحفي تحدث خلاله عن أزمة الكساد اللبناني الحالية وقاربها مع أزمةٍ كانت أسوء منها بآلاف المرات عصفت بالإقتصاد الألماني في بداية القرن الماضي حيث تساءل في تصريحاتٍ أدلى بها عمّا ستؤول إليه الأمور في لبنان وقارب حالة الكساد الحالية بحالة كساد أصابت ألمانيا بعد خروجها من الحرب العالمية الأولى حيث اعتبر أن من رأى تلك الفترة المُكفهرة في التاريخ الألماني لم يكن ليتخيل أن ألمانيا ستنهض على قدميها خلال سنواتٍ قليلة لا بل ستبني اقتصاداً منيعاً ضد الأزمات وكل هذا لم يكن ليحدث لولا ظهورٍ اقتصاديٍ بارع يُدعى “هالمار شاخت”.

زيادة أوضح أن هالمار شاخت كان عرّاب النهضة الألمانية وربّما يكون أعظم اقتصادي في ألمانيا على الإطلاق حيث أنّه الشخص الذي أُوكلت إليه مهام إصلاح العملة الوطنية الألمانية في عشرينات القرن الماضي يوم كان المواطن الألماني يحتاج لجمع الملايين وربّما المليارات من “المارك الألماني” في حقائبه ليشتري بهم “ربطة حبز أو ما يُعرف في أوربا (التوست)” وهنا أخرج شاخت خطّته الإقتصادية وهي بإعادة بناء العملة من جديد فالمارك القديم صار يُمثل خسارة عند الكلام به فقط أي أن طباعة الورقة تُكلف أكثر من قيمتها ولا بدّ من إصدارٍ ماركٍ ألماني جديد مع وجود دراسة محكمة للإنتقال من العُملة القديمة للجديدة وخططٍ مدروسة لبقاء الإستقرار بالسوق وبعث الثقة في نفوس الألمان بالعملة الجديدة ومع استحالة تأمين غطاءٍ ذهبي للعملة بسبب دفع ألمانيا بأغلب ما تملك للدول المُنتصرة فقد أوجد شاخت طريقة الغطاء البديل فكان غطاءُ عملته الجديدة مكونٌ من العقارات والأراضي والمصانع وخلال أشهر فقط استطاع بعثَ الثقة في نفوس الألمان واقتنع الغالبية بضرورة الإستجابة للتغير الجديد وانخفض التضخم الذي أنهك البلاد من نسبة الآلاف أو الملايين في المئة ليصبح أقل من 25%، لتُطلق الألقاب على هالمار شاخت بعد هذه الولادة الجديدة لألمانيا فمنهم من أسماه الساحر ومنهم من أسماء المُنقذ ومنهم من اعتبره ملك أوروبا، لقد كتب لألمانيا حياةً جديدة!

المُستثمر اللبناني أكدّ أن الأحداث هنا تتشابه إلى حد ما لكن ورغم سوء الوضع الحالي في لبنان إلى أننّا بعيدون تماماً عن ما عانته ألمانيا قبل مئة سنة تقريباً وبالطبع لن يحتاج لبنان لعملةٍ جديدة لكن ومثلما كان “هالمار شاخت” مُنقذاً في دولةٍ فقدت كل شيء حتّى الإنتماء وروح المنافسة فلا بدّ أن نصل نحن أيضًا لاقتصادي أو فريقٍ اقتصادي يُعيد لبنان لبهائه المعهود ونشاطته الإقتصادي المُميز وقد يحدث هذا في شهور مثلما كان في ألمانيا.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
google-site-verification: google3b1f217d5975dd49.html